رمضان سياسي بامتياز ؟

  يدخل رمضان هذا العام والعالم العربي و الاسلامي فوق صفيح ساخن بسبب المؤامرات الاجنبية و تواطىء حكامه القدامى منهم و الجدد. فزعيمة الر...

 يدخل رمضان هذا العام والعالم العربي و الاسلامي فوق صفيح ساخن بسبب المؤامرات الاجنبية و تواطىء حكامه القدامى منهم و الجدد. فزعيمة الرجعية العربية، المملكة السعودية، تعمل بمالها و مشايخها لاتشعال نار الفتنة بين السنة و الشيعة، وما يجري في سوريا، التي انتفض فيه الشعب ضد الدكتاتورية ( كما في تونس مصر .. ) مطالبا بالحرية و الديمقراطية، يؤكد ان المال الخليجي و الاعلام البيترو دولاري، دخل على الخط و تسلل من فجوة المتاسلمين ليلعب دورا خطيرا لزعزعة استقرار المنطقة. لقد جٌن آل ساعود بعد ان انتقلت شارة الانتفاضات الشعبية من شمال افريقيا للبحرين بالخليج.
التقت مصلحة المحميات الامريكية بالخليج بمصلحة اسرائيل و الولايات المتحدة الاميركية لتقليم أظافر الجمهورية الاسلامية الايرانية، من خلال افشال سوريا و القضاء على حزب الله و ضرب المقدرات النووية الايرانية. وقد استطاعت السعودية و قطر ان تكشفا نفاق الحركات الاسلامية الصاعدة للحكم. وان تجند دعاة الدين لتكفير الشيعة و تخوينهم، ما لم يحدث حتى اثناء المواجهات الدامية بين المذهبين في بداية الدولة الاسلامية.
ياتي ثاني رمضان بعد بداية الربيع العربي، و الحقبة السعودية تكتمل حلاقاتها الاعلامية و الدينية و السياسية باكثر من بلد عربي و اسلامي. وهي اسوء حقبة تعيشها شعوب المنطقة، حيث يتم شحن البطون الفارغة بثقافة الانحطاط العربي و الاسلامي، و نشر الفكر الظلامي و اثارة النعرات الدينية و جر الناس للفتنة و العنف للاقتتال فيما بينهم، حتى يتمكن الرجعيون و من يحمونهم خارجيا، من عزل شعوب المنطقة عن الحركية المتسارعة و المتزايدة لتحرك شعوب العالم نحو الديمقراطية وثقافة حقوق الانسان.
تحشد الحركات الاسلامية الالاف من الشباب اليائس للحرب بالوكالة ضد نظم سياسية بالمنطقة تريد الامبريالية و الصهيونية ان تحيلها على التقاعد. في الوقت الذي لا تقدم فيه هذه الحركات الاسلامية الا الدعاء للفلسطينيين الذين يقتلعون من ارضهم و يتعرضون لابشع نظام عنصري احتلالي استطاني عرفه التاريخ الحديث.
يدخل رمضان وطنيا و حكومة تقول عن نفسها ان الشعب جيء بها عبر صندوق الاقتراع و انها ثمرة من ثمار الربيع العربي، تقدم على كبح و اخماد حركة الشارع المغربي المطالب باسقاط الفساد و الاستبداد وتصادر المزيد من الحريات. و تقدم على سن زيادات مهولة في اسعار المواد الاساسية و التنكر لوعودها سواء داخليا بمحاربة الفساد و الوقوف بجانب المقهورين اجتماعيا او خارجيا بالتنكر لمواقفها القومية اتجاه فلسطين و الدولية بارتمائها في حضن الاميرياليين. علاوة على قبولها و اجتهادها في لعب دور الكومبارس لتمرير سياسات الطبقة المرموقة و التكثل الحاكم.
رمضان تٌحكم فيه الحركات الدينية الطوق على مجتمعاتها، لتستبد بها و تحكمها تحت ستار الدين من اجل الراسماليين و كبار المنتفعين و المستفيدين من غياب و تغييب الديمقراطية و الدولة المدنية، التي تصبح فيها الدولة نتيجة للمجتمع و ليست نتيجة لزعيم ديني او عشائري طائفي عرقي وسلالي...
الفقهاء و تجار الدين يحشدون الناس للجوامع و الساحات و الميادين من اجل المزيد من تمزيق هذه الامة و غرس بذور الفتنة في صفوفها. انه رمضان سياسي بامتياز، عند البعض هو شهر التنفيس عن الكرب و لذا البعض الاخر برنامج للاستقطاب و حشد الحطب في معاركه " المقدسة".
لم يعد احدا ينظر للجياع و للمحتاجين و الفقراء ويجرب معاناتهم، الثقافة الاستهلاكية و جشع الشركات و الاسواق، جعلت من رمضان فرصة للاستثمار و الربح، فتتضاعف مصاريف الاسر و تتعدد السلع وتتنوع الوجبات. يبكي المؤمنون بالمساجد وهم يرفعون اكفهم للعلي القدير، و حين يخرجون منها يتزاحمون لشراء ما يزيد عن حاجاتهم من الاكل كانهم يدخرونها في زمن الحرب، لا احدا منهم ياخذ في طرقيه الى منزله محتاجا او جائعا ليقاسمه طعامه ومعاناته.! رمضان التسول و تبيض العلاقات المأزومة بسبب تزايد الشروخ الاجتماعية و اتساع الهوة بين الاغنياء و الفقراء. في هذا الشهر يصبح تتم الوحدة القسرية بين الغني و الفقير، وبين الجلاد و الضحية ...
حولت الفضائيات و المنابر الدينية هذا الشهر لالية ضخمة للتنفيس من اجل اعادة انتاج اوضاع الاستبداد و تكسير كل ارادة للتحرر من الفساد و الاستبداد. يقضي الناس اوقاتهم، جل اوقاتهم، امام الشاشات المحكمة التوجيه و الشحن. عوض ان يكون شهرا فيه المسلم بالمحتاجين و المظلومين، يصبح شهرا سياسيا لتنميط الحياة الاجتماعية و قولبتها من طرف أشرس المؤسسات الايديوليجية :المؤسسة الدينية و الاعلامية. لن يعيش العرب و المسلمين رمضانا يترجم معاني الاخوة و التضامن الا في احضان الدولة المدنية، حيث لا تفسد السياسة الدين، و لا يفسد الدين السياسة !. 

COMMENTS

طريقة تفعيل هذه الاضافة :- اضغط علي المربع اسفل كلمة مرئي لتفعيل علامة صح وبهذا تكون قد فعلت الخاصية طريقة ايقاف هذة الخاصية :- اضغط علي المربع اسفل كلمة مرئي لالغاء علامة ( √ ) وبهذا تكون قد اوقفت الخاصية
الاسم

أدب و فنون,33,أعمدة مغربية,55,اقتصاد و إعلام,23,الربيع العربي,131,المزيد,82,جديد الكتب و المجلات,28,حريات و حقوق,31,دراسات حول المجتمع المغربي,18,سياسة مغربية,45,علوم وتكنولوجيا,2,عمال و نقابات,7,في دقائق,4,مجتمع مدني,18,مواقف حزبية,18,
rtl
item
مدونة الشعب يريد : رمضان سياسي بامتياز ؟
رمضان سياسي بامتياز ؟
https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEixuQOHRhbo-7RxvFZKndHF7XM_46FBJJCkNuUEWr6WWd9Sspz5gekS8uS3jn0OzaH739cQEwuw46OW-NqnJYLpt7nt-kHxdQYk2T8iVQuMrTg4J_tSLXpfX5NXaTHQjU5IhUUG736v0mxX/s320/entrer.jpg
https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEixuQOHRhbo-7RxvFZKndHF7XM_46FBJJCkNuUEWr6WWd9Sspz5gekS8uS3jn0OzaH739cQEwuw46OW-NqnJYLpt7nt-kHxdQYk2T8iVQuMrTg4J_tSLXpfX5NXaTHQjU5IhUUG736v0mxX/s72-c/entrer.jpg
مدونة الشعب يريد
https://slailymohammed.blogspot.com/2012/07/blog-post_27.html
https://slailymohammed.blogspot.com/
https://slailymohammed.blogspot.com/
https://slailymohammed.blogspot.com/2012/07/blog-post_27.html
true
3090944207328741838
UTF-8
Loaded All Posts Not found any posts VIEW ALL Readmore Reply Cancel reply Delete By Home PAGES POSTS View All RECOMMENDED FOR YOU LABEL ARCHIVE SEARCH ALL POSTS Not found any post match with your request Back Home Sunday Monday Tuesday Wednesday Thursday Friday Saturday Sun Mon Tue Wed Thu Fri Sat January February March April May June July August September October November December Jan Feb Mar Apr May Jun Jul Aug Sep Oct Nov Dec just now 1 minute ago $$1$$ minutes ago 1 hour ago $$1$$ hours ago Yesterday $$1$$ days ago $$1$$ weeks ago more than 5 weeks ago Followers Follow THIS PREMIUM CONTENT IS LOCKED STEP 1: Share to a social network STEP 2: Click the link on your social network Copy All Code Select All Code All codes were copied to your clipboard Can not copy the codes / texts, please press [CTRL]+[C] (or CMD+C with Mac) to copy Table of Content