كشفت " المساء " عن مستوات مميتة من التلوث الصناعي بمدينة المحمدية تصيب الجهاز المصبحي و تؤثر على وظائف الكلي و الكبد و الجهاز ...
كشفت " المساء " عن مستوات مميتة من التلوث الصناعي بمدينة المحمدية تصيب الجهاز المصبحي و تؤثر على وظائف الكلي و الكبد و الجهاز التنفسي و القدرة الانجابية.
وقالت الجريدة في تحقيق نشرته في عددها رقم 1872، ان عددا من النساء يقطن بالقرب من المنطقة الصناعية أصبن بسرطان الثدي، و أن 80% من سكان هذه المنطقة يعانون من الحساسية و الربو، بسبب النفايات الصناعية و الانبعاثات السامة الصادرة عن بعض الوحدات الصناعية بالمنطقة.
و تحدث التحقيق عن دراسة سرية تكشف معطيات صادمة، حيث تصنف المحمدية من بين أكثر المناطق تلوثا بمادة الزئبق السام بالمنطقة الساحلية، ورغم معرفة السلطات المحلية بخطورة الوضع ، إلا أنها تتسترعلى ذلك.
وكانت وزارة البيئة قد أقرت ضمنيا بوجود مستويات مهمة من التلوث الصناعي، في دراسة أنجزتها سنة 2003 عبر وحدة متنقلة وسط المدينة، لتقييم مدى تأثير التلوث الهوائي على صحة المواطنينن خاصة الأطفال المصابين بالربو.
ومن خلال هذه الدراسة تم تتبع مستويات أول أوكسيد الكربون و أوكسيد الأزوت ( تسجيل معدل 8.5 ملغ في المتر مربع )، ثاني أوكسيد الكبريتن ( تسجيل معدل 20.9 ملغ في المتر مكعب)، و المواد الدقيقة المحملة المحمولة و الأزون ( تسجيل معدل 43.6 ملغ في المتر مكعب ).
غير أن العينات التي أخذتها دراسة الوزارة تمت بعيدا عن المنطقة الصناعية، في حين أن الدراسة السرية التي أجريت 2008 تم التحفظ عليها و لم يتم نشرها بسبب نتائجها الخطيرة. واكدت على ضرورة التكفل بالعلاج للسكان مع إجراء عمليات لتصفية الدم من المعادن الثقيلة.
وكشفت الدراسة السرية أن التسممات الحادة و المزمنة بالزئبق حاضرة بقوة لدى أي شخص يقضي 6 ساعات على الأقل يوميا في مطرح عمومي. كما يصيب هذا التلوث قطيع الأبقار المدرة للحليب الذي يرعى على هذه المطارح. و أن الوضع الأكثر سوءا هو انتقال هذه المادة السامة لمياه الابار و الفرشة المائية، فيشمل تهديدها الكبير و الصغير، حيث أكدت الدراسة أن مستوى الزئبق في هذه الحالة يمكن أن يتجاوز تركيزه 14 ملغ وهي قيمة عالية بالنسبة لجميع الفئات العمرية.
ويعد الزئبق و الرصاص عالميا من بين أخطر الملوثات على صحة الانسان، لتوفرهما علىقدرة فائقة للوصول للأجهزة المستهدفة. ويعد الاطفال و النساء الحوامل من ضمن الأشخاص الأكثر عرضة للأثار المميتة لهذه المواد، تصيب في الغالب الجهاز الهضمي و القلب، و الأوعية الدموية، والكلي، و الغدد الصماء. أما الرصاص فهو يصيب بشكل رئيسي الجهاز العصبي المركزي و المحيط للبشر.
ومن أخطر الشركات التي تنتج تلوث الموت و الدمار، للانسان و البيئة بالمحمدية، شركة سنيب للكيماويات و شركة سامير لتكرير النفط و المحطة الحرارية.
و شملت الدراسة السرية ايضا منطقتي البرنوصي و عين السبع. حيث اتهمت معامل البطاريات و معامل صهر الرصاص بقذفهما للملوثات السامة في الهواء. ويعيد نشر هذه المعطيات التي سبق للصحافة الوطنية أن نشرتها، السؤال عن الغاية من صمت سلطات شريط المحمدية، البرنوصي و عين السبع، عن الأخطار التي تفتك بصحة السكان؟
ويختبأ المسؤولون وراء غياب قانون ينظم عمليات مراقبة مقذوفات النفايات الصناعية في السواحل ! وكانت العديد من البلدان، منها إيطاليا و تونس على سبيل المثال، قد رفضت توطين معمل سنيب للكيماويات الخطيرة خلال أواسط السبعينات. وقام المغرب بقبوله على الرغم من تقارير دولية تؤكد ضرره للانسان و البيئة.؟
هذا وبالموازاة مع معاناة السكان بالمنطقة من الامراض المزمنة و المكلفة علاجيا بسبب الثلوت، سوء أحوال المنظومة الصحية و تدني خدماتها و ارتفاع أسعار التسعيرة العلاجية التي ليست في متناول غالبية السكان. خاصة بالنسبة لمرضى القلب و الكلي و السرطان الذين يتم تشتيتهم لمستشفيات البيضاء أو الرباط.؟؟
هذا وبالموازاة مع معاناة السكان بالمنطقة من الامراض المزمنة و المكلفة علاجيا بسبب الثلوت، سوء أحوال المنظومة الصحية و تدني خدماتها و ارتفاع أسعار التسعيرة العلاجية التي ليست في متناول غالبية السكان. خاصة بالنسبة لمرضى القلب و الكلي و السرطان الذين يتم تشتيتهم لمستشفيات البيضاء أو الرباط.؟؟
محمد السلايلي
COMMENTS