قمع شرس تواجه به قوات آل الصباح المتظاهرين من أجل الكرامة و المساواة أخلت قوات الشرطة التابعة للحرس الوطني الليلة قبل الماضية ساحة...
قمع شرس تواجه به قوات آل الصباح المتظاهرين من أجل الكرامة و المساواة |
أخلت قوات الشرطة التابعة للحرس الوطني الليلة قبل الماضية ساحة الإرادة من جميع المعتصمين بعد أن استعملت القمع لفضّ تجمّعهم·
وعاشت شوارع البلاد بالعاصمة حالة من الفوضى المرورية الخانقة وامتلأت المستشفياتُ بعشرات المصابين، ولم يستوعب مستشفى مبارك والمستشفى الأميري أعداد المصابين وتمّ إحالة بعضهم إلى مستشفى الصباح والفروانية· وانتشر العشرات من أفراد الحرس الوطني بجانب قصر السيف ومجلس الأمّة، في حين تواصلت المسيرات اتجاه ساحة الإرادة· وما بين الاعتقالات والضرب بالقنابل الدخانية والهراوات وسقوط عشرات الجرحى في عدّة أماكن بالعاصمة بالبلاد، هكذا كان المشهد الليلة قبل الماضية في الكويت خلال مسيرة الكرامة التي فاق عدد الحضور فيها أكثر من مائة ألف شخص وركّزت على هتاف أطلقه النّائب المعارض مسلم البراك الذي وجهه لأمير الكويت في ساحة الإرادة قبل يومين. وقال له (لن نسمح لك بالسلطة المطلقة بعد اليوم)·
وبدأ مسلسل القمع الأمني
بعد صلاة المغرب بقيام القوات الخاصّة بالهجوم على نقاط تجمُّع المتظاهرين
بجانب قصر العدل وحديقة البلدية وبرج التحرير وتمّ الهجوم عليهم بالقنابل
الدخانية والمسيلة للدموع ولم يتمّ منحُهم أيّ فرصة للتعبير عن آرائهم رغم
سلمية تجمّعهم· وتواصلت الاحتجاجات بعد ذلك والمسيرات بتغيير مكان التجمّع
إلى منطقة الأبراج، وكذلك خروج مسيرة أخرى من جانب قصر العدل فاق الحضور
فيها أكثر من 30 ألف شخص تمّ صدُّهم قبل الوصول إلى الأبراج وتحديدا (سوق
شرق) وتمّ إيقاف المسيرة بواسطة القوات الخاصّة بالقنابل الدخانية والمسيلة
للدموع وسقوط عشرات الجرحى، من بينهم النّساء والأطفال وبعض كبار السنّ·
وتواصل المشهد بعد ذلك بالقمع الأمني بجانب الأبراج بموازاة زحف الآلاف من
المواطنين إلى جهة الأبراج وتواصل معها صد القوات الخاصّة لها بالقمع·
حسب الحصيلة الأوّلية فإن الاعتقالات فاقت العشرات، من بينهم النّائب السابق وليد الطبطبائي ومن النشطاء خالد الفضالة وراشد الفضالة وعبد العزيز بو حيمد والصحفي أنور الفكر واعتقالات أخرى· وأعلن مدير جمعية حقوق الإنسان محمد الحميدي في تغريدة على صفحة (مركز أخبار حقوق الإنسان في الكويت) أنه أصيب أكثر من مائة متظاهر و11 شرطيا· وقال مدير جمعية حقوق الإنسان محمد الحميدي: (المصابون في المستشفى الأميري تقريبًا 100 مصاب وتوجد إصابات خطيرة)·
وذكرت وزارة الداخلية الكويتية في بيان أن 11 شرطيا جرحوا جرّاء
رشقهم بالحجارة من جانب متظاهرين· ولم تعط الشرطة أيّ تقديرات، لكن النّائب
البرغش أضاف: (الطريقة التي تمّ التعامل بها مع المتظاهرين لم يسبق لها
مثيل في الكويت)· وكانت المعارضة قد دعت إلى التظاهر احتجاجًا على قرار
أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح تعديل النّظام الانتخابي قبل
الانتخابات التشريعية المبكّرة التي تمّت الدعوة لإجرائها في الأوّل من
ديسمبر· وفي الوقت الذي كانت تسير فيه التظاهرة استقبل أمير الكويت عددًا
كبيرًا من أفراد العائلة الحاكمة الذين جدّدوا تأكيد ولائهم ودعمهم الكامل
له، حسب وكالة الأنباء الكويتية الرّسمية (كونا)· والتقى الأمير زعماء
قبائل عبّروا عن دعمهم للأمير، في حين تمثّل المناطق القبلية معقلاً
للمعارضة. وحذّرت وزارة الداخلية من المسيرات التي قالت إنها (ممنوعة في
الكويت)، وذكرت أن (التظاهر المسموح هو بالتجمّع في ساحة قبالة مبنى مجلس
الأمّة)، مؤكّدة أنها ستتعامل بحزم مع (المخالفين).
وتعيش الكويت التي تخضع لاستعمار امريكي مقنن، حالة شادة من اللاستقرار السياسي. وكانت هذه الامارة قبل حرب الخليج، تحظى بدستور و قوانين انتخابية و منظومة حريات ميزتها عن شقياتها الخليجية. ويشكل " البدون " و هم مواطنون من درجة دنيا، القاعدة الأساسية للهرم السكاني بالكويت، ويناضلون من أجل الكرامة و المساواة و الاعتراف بحقوق مواطنتهم كاملة.
و تنظر السعودية بقلق شديد للحراك الشعبي المنفجر بالكويت، على غرار انتفاضة جماهير البحرين ضد النظام الملكي السائد. و تزداد مخاوف السعودية، بسبب تسيس الكويتيين وتجربتهم الطويلة مع خوض الصراع من داخل و خارج مؤسسات هذه الإمارة النفطية.
و مفهوم جدا أن لا تركز فضائية " الجزيرة" على انتفاضة الكويتيين ضد عائلة آل الصباح الحاكمة. فذلك خط أحمر، تجاوزه يعني انتشار الربيع العربي بالخليج بسرعة البرق، خاصة وأن شعوب المنطقة باتت تدري أن لها حقوق على المشايخ وأن إمكانية تحقيق هذه الحقوق ممكنة إذا نزلوا الشوارع وغمروا الساحات.
COMMENTS