لاتوجد مؤسسة تدر الملايين من الارباح بالمغرب مثل اتصالات المغرب. فالمكالمات الهاتفية رغم ارتفاع ثمنها بالمنطقة اصبحت عملة رائ...
لاتوجد مؤسسة تدر الملايين من الارباح بالمغرب مثل اتصالات المغرب. فالمكالمات الهاتفية رغم ارتفاع ثمنها بالمنطقة اصبحت عملة رائجة تفوق قيمتها قيمة عائدات اخرى من ضمنها مثلا الشاي و السكر اللذان تصدرا لمدة نصف قرن المراتب الاولى في الاستهلاك. الا ان المغاربة، الذين لا يكفون عن استعمال الهاتف حتى لو للمزاح، مدمنين مكالمات و في طريقهم لادمان الانترنيت.استعمال الهاتف و الانترنيت بالمغرب ليس مقياسا لنمو المجتمع و تقدمه. فالعديد من استعمالاتهما تضر بالمجتمع و تؤثر على نمائه. حيث وجدت شركة الاتصالات في ثرثرة غالبية المستعملين و نميمتهم المقرفة الفرصة السانحة لمراكمة الارباح.مؤخرا فاق عدد مشتركي اتصالات المغرب رقم 24 مليون وعما قريب سيفوق هذا الرقم عدد سكان المغرب. والاعلان عن ذلك تم بالتزامن مع حملات منظمة لمقاطعة هذه الشركة بسبب سرقتها للزبائن و رداءة عروضها سواء بالهاتف او بصبيب الانترنيت.تتعدد اشكال السرقة و الاحتيال، ولانها سرقة غير موصوفة فان المحكمة التجارية تجد ما يكفي من المبررات لكي لا تدينها و تلزمها بتعويض زبنائها الذين يروحون ضحية لخدماتها دون ان يحس بهم احدا. و احيانا كثيرة دون ان يحس الزبناء انفسهم انهم و قعوا ضحية لتلاعباتها، كما يحدث حين تعلن انها تضاعف من الخدمة و تقدمها بثمن زهيد في فترة ركلام معينة.ومنذ مدة، لجات الاتصالات الى نوع من الكاغط الهش لصنع بطائق التعبئة، حيث اصبح من الصعب الكشف عن الرقم السري دون ان تمحى الارقام بسبب تمزق الكاغط الذي يعتقد انه من نفس عينة كاغط المراحيض؟مثل اخرين حصل هذا الشيء معي اكثر من مرة، لم يكن لي ما يكفي من الوقت لكي ابدا عملية رياضية شبيهة بلعبة اليناصيب حتى اجد الرقم او الارقام الممحاة. فقررت ان احتفظ بهذه البطائق الى ان تواتيني الفرصة و اذهب لمصلحة الزبائن كي يغيرون لي البطائق او يعوضنني عنها.كنت اظن ان هذه الشركة التي عثرت على منجم اغلى من الذهب في فم المغاربة الذي لا يقفل، ستعتذر و لربما ستضاعف من قيمة تلك البطائق لانها سببت لزبون من زبائنها ارتفاع الضغط في ظروف مستعجلة تكون فيها تلك البطاقة ضرورية ملحة.للاسف، الامر مختلف تماما، عليك ان تأخذ الصف لساعة أو أكثر، و إذا كان السيستام الاعلامي شغال فانت محظوظ جدا، لانه في مثل هكذا أوضاع من النادر ان تجد هذا السيستام شغالا الا بإذن مدير الوكالة.لا أدري لماذا ينتظر الموظف المدير لكي يفتح له خط السيستام؟ ربما الامر خارج منطق التصديق، لكن هذا ما يقع لما تفقد اعصابك و تصرخ على الموظفة امامك ضائعة امام حاسوب لا يلبي رغباتك.؟ يشتغل السيستام و تقوم الموظفة بملأ عدد من الاستمارات، ليس باسمك الشخصي، بل برقم هاتفك الجوال، وبعد ان تسجل في كل طلب و استمارة الرقم التسلسلي لبطاقات التعبئة الفاسدة، ستعيدها لك، ناصحة لك بان تحتفظ بها لتعود بعد يومين او ثلاث كي تاخذ بطائق بديلة عنها؟ آه، وانت خارج من الوكالة، ستاتيك رسالة هاتفية من اتصالات المغرب للرقم الذي اشتكيت منه ، تخبرك أن طلبك قيد الدرس و أنه يحظى بعناية فائقة . وستشكرك الرسالة على وفائك للاتصالات... ونعم الوفاء إذن؟
ستفعل بنا هذه الشركة ما تشاء ومتى تشاء و بالطريقة التي تشاء، لان جمهورها المستهلك غير عابئ بمساوئ الخدمة و لا بخداع الشركة المتكرر. جمهور سلبي لا يستطيع ان يضغط او يقاطع خدماتها، اصبح مدمن اتصلات و ليس من السهل ان ينزاح عنها. وبسبب رعونة المجتمع المدني، خاصة ما يسمى بجمعيات المستهلكين، التي تاسسست لخدمة مثل هذه الشركات الجشعة و ليس لخدمة المواطنين الواقعين تحت خداعها، تفعل الاتصالات بزبائنها ما تريد و يقع المواطن فريسة لجشعها و طمعها الذي اصبح بلا حدود؟؟
محمد السلايلي
المحمدية 21 يناير 2013
المحمدية 21 يناير 2013
COMMENTS