ما حدث يوم 13/03/13 أمام المسرح البلدي مختلف تماما عما حدث يوم 17/12/10في سيدي بوزيد فالذي أشعل النار في جسده في هذا اليوم...
ما حدث يوم 13/03/13 أمام المسرح البلدي مختلف تماما عما حدث يوم 17/12/10في سيدي بوزيد فالذي أشعل النار في جسده في هذا اليوم أراد ان يكشف كذبة الانتقال الديمقراطي ويكشف كذبة الجنة على الأرض ويؤكد أن الله لا يعنيه من سياسة الناس غير أن يسوس الناس بعضهم بالخير وان لا يعتدوا على بعضهم البعض ولا يأكلون حقوقهم كمن يأكل لحم أخيه عاريا.
بقلم عبد الوهاب الملوح (القدس العربي) |
هذا الشاب الذي أشعل ا لنار في جسده اليوم أراد أن يقول لهم أيضا حرام ان تأكلوه نيئا ؛أقدمه لكم مشويا كإفطار صباحي شهي لتنعموا بيوم إضافي شهي على مائدة تونس كما تريدونها انتم ثائرة على مقاس رغباتكم وعلى مقاس نزواتكم الميتافيزقية؛ النار التي اشتعلت في جسد شاب لم يعرف معنى الحياة ؛ ولم ير منها غير أعقاب السجائر التي لم تجد منذ تولي هذه الحكومة شأن البلاد لم تجد من يكنسها فتكدست على الأرصفة شاهدا على نظافة يد الحكام الجدد، كما سيبقى رماد هذا الشاب شاهدا على هدر كرامة الإنسان في زمن يرفع فيه أصحاب الشرعية المشبوهة شعار الكرامة كما يراها شيوخ الدين وتراها أحزاب السياسة الطالعة كما فقاع في حديقة كان الزهر يطلع فيها في كل الفصول 'شوفو شباب تونس اللي يبيعوا الدخان' هكذا هتف هذا الشاب اليتيم قبل ان يُلقم جسده النار وحوَّله بدوره دخانا وسيصير رمادا وسيقول الحكام ما كان عليه ان يفعل ذلك وسيعتبره بعضهم كافرا ملحدا لا تجوز عليه الصلاة وسيصفق أخرون نكاية في صباح اذاري بارد وسيصح معارضون باسم الفتى المحروق وهو الشهيد الرقم كذا في فاتورة حكومة 'الشرعية' وسوف يغني كل على ليلاه ولكن الحرق باق ..
حرق ح ر ق : الحَرَقُ بفتحتين النار وهو أيضا احتراق يصيب الثوب من الدق وقد يسكن وأحْرَقَهُ بالنار وحَرَّقَهُ شدد للكثرة وتَحَرَّقَ الشيء بالنار واحْتَرَقَ والاسم الحُرْقَةُ والحَرِيقُ وحَرَقَ الشيء بالتخفيف برده وحك بعضه ومنه ايضا حَرَّقَ قَلْبَهُ': أَلْهَبَهُ، أَثَّرَ فيهِ. ' َوْعَةٌ حَرَّقَتْ قَلْبَهُ تَحْريقاً'. (طه حسين).
ومن الحرق الارتماء في أحضان الأمواج بحثا عن أرض أقل رحمة اوالغرق في بطن الحوت ومن الحرق الجهاد في سبيل القاعدة للظفر بنعيم الحور العين ومن الحرق أيضا الحقد الأعمى على الآخر الذي لا يدين لك بنفس الرأي ...زمن ثقافة الحرق في تونس الذي ينتج دخانا يبيعه الساسة الجدد ويترك رمادا هو آخر خيرات تونس المجيدة في زمن الثورات المؤسِّسة للاغتيالات من اجل تطهير البلاد من البلاد وزمن الحرق بفتاوى للتطهر من آثام يتم وضعها على مقاس شيوخ هيستريا التدين ومرابي سوق الدين .... حين اندلعت أول شرارة في جسد البوعزيزي ظهيرة ذلك السبت من أواخر شهر ديسمبر 2010 لم تكن من اجل تحويل المساجد إلى فنادق خمس نجوم ولم تكن من أجل الدعوة لختان البنات ولم تكن من اجل إقامة خلافة راشدة سادسة لم تكن أيضا من اجل ترتيب مشية عرجاء نحو الجنة ولم تكن من اجل الجنة كانت فقط من اجل رغيف من دون ذل وهاهوعادل الخذري اليوم أيضا لنفس السبب ولكن ليس في نفس الظروف ؛في أول يوم للحكومة الشرعية الثانية والتي أكد هذا الشاب كذبة شرعيتها بموته حرقا أمام الملأ في قلب العاصمة التونسية ليؤكد نجاح ثقافة الحرق التي في ظل فشل حكومات لم تحاول تلبية الحد الأدنى مما ينتظره الناس منها بل لم تصغ إطلاقا لما تحتاجه البلاد وتعمل فقط لإرضاء شيوخ مجلس الشورى الذي هو بدوره لا يهمه أمر البلاد بقدر ما يعتبر الشأن السياسي لها فتوى من شانها ان توصله لجنة لا وجود لها بمعزل عن جهنم .
حرق ح ر ق : الحَرَقُ بفتحتين النار وهو أيضا احتراق يصيب الثوب من الدق وقد يسكن وأحْرَقَهُ بالنار وحَرَّقَهُ شدد للكثرة وتَحَرَّقَ الشيء بالنار واحْتَرَقَ والاسم الحُرْقَةُ والحَرِيقُ وحَرَقَ الشيء بالتخفيف برده وحك بعضه ومنه ايضا حَرَّقَ قَلْبَهُ': أَلْهَبَهُ، أَثَّرَ فيهِ. ' َوْعَةٌ حَرَّقَتْ قَلْبَهُ تَحْريقاً'. (طه حسين).
ومن الحرق الارتماء في أحضان الأمواج بحثا عن أرض أقل رحمة اوالغرق في بطن الحوت ومن الحرق الجهاد في سبيل القاعدة للظفر بنعيم الحور العين ومن الحرق أيضا الحقد الأعمى على الآخر الذي لا يدين لك بنفس الرأي ...زمن ثقافة الحرق في تونس الذي ينتج دخانا يبيعه الساسة الجدد ويترك رمادا هو آخر خيرات تونس المجيدة في زمن الثورات المؤسِّسة للاغتيالات من اجل تطهير البلاد من البلاد وزمن الحرق بفتاوى للتطهر من آثام يتم وضعها على مقاس شيوخ هيستريا التدين ومرابي سوق الدين .... حين اندلعت أول شرارة في جسد البوعزيزي ظهيرة ذلك السبت من أواخر شهر ديسمبر 2010 لم تكن من اجل تحويل المساجد إلى فنادق خمس نجوم ولم تكن من أجل الدعوة لختان البنات ولم تكن من اجل إقامة خلافة راشدة سادسة لم تكن أيضا من اجل ترتيب مشية عرجاء نحو الجنة ولم تكن من اجل الجنة كانت فقط من اجل رغيف من دون ذل وهاهوعادل الخذري اليوم أيضا لنفس السبب ولكن ليس في نفس الظروف ؛في أول يوم للحكومة الشرعية الثانية والتي أكد هذا الشاب كذبة شرعيتها بموته حرقا أمام الملأ في قلب العاصمة التونسية ليؤكد نجاح ثقافة الحرق التي في ظل فشل حكومات لم تحاول تلبية الحد الأدنى مما ينتظره الناس منها بل لم تصغ إطلاقا لما تحتاجه البلاد وتعمل فقط لإرضاء شيوخ مجلس الشورى الذي هو بدوره لا يهمه أمر البلاد بقدر ما يعتبر الشأن السياسي لها فتوى من شانها ان توصله لجنة لا وجود لها بمعزل عن جهنم .
COMMENTS