محمد السلايلي لا يوجد هناك موضوعا اكثر تشويقا و فرجة خلال ليالي رمضان، من المسرحية الفصلية التي تحمل عنوان " أزمة حكومة بنكيران&...
محمد السلايلي |
لم تكف هذه الاقلام عن محاولاتها البائسة لترسيخ فكرة حكم العدالة و التنمية بالمغرب، ولم يمل حرب و حكومة بنكيران من اعتبار انفسهم ثمرة للحراك الشعبي و نتيجة موضوعية للصندوق الانتخابي. بينما يتجه العض الاخر الى اعادة التمثيلية من جديد باقتباس ما يجري حرفيا بمصر و تونس من تطورات. وصرنا نسمع دعوات لانتخابات سابقة لاوانها، وتحذيرات من انقلاب قد يقوده العلمانيون ضد حكومة اسلامية انتخبها الشعب.
أصبحنا نرى انه كلما غيمت سماء الاخوان بمصر و تساقطت عليهم امطار التمرد، حمل اخوانهم بالمغرب مظلاتهم بسماء صافية. الى درجة ان الجماعة الاسلامية التي تعتبر نفسها معارضة جذريا لاستبداد المخزن، تصدر بيانا تدين فيه ما اسمتهم باعداء الشرعية الديمقراطية داخليا و خارجيا؟
يزداد التشويق بعد ان تاهبت احزاب الدولة الاصيلة و اللقيطة و ما يتبعها من جمعيات و نقابات و هياكل جوفاء ، لانجاز مشروعها في "التمرد" ضد حكم الاسلاميين بالمغرب. وخرج المنظرون الكبار عن صمتهم، ليكشفوا لنا ان التناقض الاساسي اصبح اليوم مجسدا في حكومة بنكيران التي تجر المجتمع و الدولة نحو "الأخونة".
وتعالت نداءات وحدة الديمقراطيين و الحداثيين و اليساريين في جبهة موحدة لمواجهة المد الاصولي، الذي استغل اليات الديمقراطية و انفتاح النظام السياسي المغربي، للاجهاز عن المكتسبات التي حققوها و خرج الاخوان من قمقمهم لابتلاعها و حرمان باقي الاطياف من نعائمها. فوجد المثقف و السياسي و المحلل الاكاديمي الفرصة السانحة لتمضية لسانه الذي ظل أخرسا طيلة نزول الجماهير المطالبة باسقاط الفساد و الاستبداد. المخزنيين.
واخذ الحماس الثوري بعضهم فاعتبر الملك محمد السادس الثوري الوحيد بالبلاد، لانه تنازل عن بعض سلطاته للشعب الذي قرر عبر الانتخابات ان يفوضها لحزب العدالة الاسلامي؟ حتى ان الزعيم الجديد لحزب الاستقلال ممثل الطبقة البرجوازية التقليدية، اعتبر تمرد الاتراك ضد أردغان مرتبط بزيارة هذا الاخير للمغرب و لقائه ببنكيران؟
من يقرأ الاراء المتناطحة اليوم سيعتقد اننا نعيش مرحلة الصراع بين الاسلاميين و العلمانيين بعد ان اسقط الشعب حكم المخزن. هي حرب بالوكالة لصالح النظام المخزني الذي يستثمر تناقضات المجتمع لادامة حكمه الاستبدادي. و كلا الطرفين، يجد في المخزن حليفه الطبيعي ضد الاخر. حتى ان جماعة العدل و الاحسان، الاشد معارضة للنظام الملكي، كشفت اوراقها بعد ان اعطى الملك ثقته لحزب العدالة و التنمية و سمى امينه العام رئيسا للحكومة، و انسحبت من حركة 20 فبراير موجهة سهامها لليسار الذي فتح مقراته و وفر لهم الشرعية النضالية التي ظلوا يفتقدونها.
من يقرأ الاراء المتناطحة اليوم سيعتقد اننا نعيش مرحلة الصراع بين الاسلاميين و العلمانيين بعد ان اسقط الشعب حكم المخزن. هي حرب بالوكالة لصالح النظام المخزني الذي يستثمر تناقضات المجتمع لادامة حكمه الاستبدادي. و كلا الطرفين، يجد في المخزن حليفه الطبيعي ضد الاخر. حتى ان جماعة العدل و الاحسان، الاشد معارضة للنظام الملكي، كشفت اوراقها بعد ان اعطى الملك ثقته لحزب العدالة و التنمية و سمى امينه العام رئيسا للحكومة، و انسحبت من حركة 20 فبراير موجهة سهامها لليسار الذي فتح مقراته و وفر لهم الشرعية النضالية التي ظلوا يفتقدونها.
و تقود هذه الجماعة حملة منظمة ضد الامينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد. هذه الحملة تبين بالملموس طبيعة هذا التكثل الاسلامي و المهام الموكولة له، كما تبين من المستفيد من وراءها، مما يعري و يكشف حقيقة دفاعهم و تباكيهم عن الديمقراطية و المدنية التي تكفل حق الاختلاف و احترام حقوق الانسان..
و يشتكي مناضلون يساريون من حملة تكفير و تهديدات بالقتل بسبب هذا الاحتقان الناجم عن تطور الاحداث بكل من مصر و تونس. مخطط جر الاسلاميين و اليساريين لحرب بالوكالة كان مدروسا، بعد ان خدع المخزن النخب السياسية بتقديمه لاصلاحات سياسية على الورق بينما استمر في احكام قبضته على مختلف مفاصيل الحياة السياسية و الاقتصادية للبلاد.
الان تتعامل السلطات بكل عنف ضد احتجاجات المواطنين بسبب الغلاء و سياسات التفقير الممنهجة، بكل اريحية و اطمئنان و القوى الحية تخوض حروبا بينها باسم الاسلام و العلمانية. ويزيد الانقسام االمصري بعد خلع الرئيس محمد مرسي، من ابعاد هذه القوى عن دينامية المجتمع المغربي.
كما تجد السلطة فرصتها لتصفية الحساب مع ما تبقى من حركة 20 فبراير، و الزج باطراف منها في صراع هامشي ليس من صلب مطالبها ومبادئها وهويتها. بينما يسيل لعاب النخب المحلية المتعطشين لاخذ نصيبهم من الكعكة المخزنية ، وهم يشحدون اسلحتهم ضد ورقة العدالة و التنمية التي يتم احراقها اليوم بعد ان استنفدت مخزونها و اصبحت التطورات الاقليمية تتجاوزها.
لا ندري متى سيتم انتهاء مسلسل مصرنة الصراع السياسي بالمغرب، و من الان نتكهن باجواء صدامية بين الاسلاميين و اليساريين بالجامعة المغربية، لن يكون اقل دموية عما شاهدته هذه الساحة في السنوات الماضي . الخيط الذي ربط الاسلاميين باليساريين في معركتهم ضد النظام المخزني، قطعته اصابع التعصب و العمى الايديولوجي، و فوق نعوش شهداء الحراك الشعبي الذي قادته 20 فبراير، سيخوض كلا الطرفين حربهم القبلية ناسيين عدوهم المشترك و الى أن تنخر قواهما الواحد بعد الاخر.
تستمر الفرجة و في انتظار الفصل الثانيمن هذه المسرحية الهزلية، تبقى كل الاحتمالات واردة و يبقى الامل، كل الامل في شباب صامد ضد هجمة المخزن و الاستغلال الفج لنخب لا تفكر الا في مصلحتها الضيقة.
لا ندري متى سيتم انتهاء مسلسل مصرنة الصراع السياسي بالمغرب، و من الان نتكهن باجواء صدامية بين الاسلاميين و اليساريين بالجامعة المغربية، لن يكون اقل دموية عما شاهدته هذه الساحة في السنوات الماضي . الخيط الذي ربط الاسلاميين باليساريين في معركتهم ضد النظام المخزني، قطعته اصابع التعصب و العمى الايديولوجي، و فوق نعوش شهداء الحراك الشعبي الذي قادته 20 فبراير، سيخوض كلا الطرفين حربهم القبلية ناسيين عدوهم المشترك و الى أن تنخر قواهما الواحد بعد الاخر.
تستمر الفرجة و في انتظار الفصل الثانيمن هذه المسرحية الهزلية، تبقى كل الاحتمالات واردة و يبقى الامل، كل الامل في شباب صامد ضد هجمة المخزن و الاستغلال الفج لنخب لا تفكر الا في مصلحتها الضيقة.
COMMENTS