ماذا سيفعل بنكيران مع الجفاف؟

هناك حقيقة يعرفها الجميع، تتمثل في أن مناخ المغرب معروف بعدم انتظامه، و أن الجفاف سواء كان فصليا او سنويا، يؤدي إلى إفلاس محاصيل الموس...

هناك حقيقة يعرفها الجميع، تتمثل في أن مناخ المغرب معروف بعدم انتظامه، و أن الجفاف سواء كان فصليا او سنويا، يؤدي إلى إفلاس محاصيل الموسم الفلاحي. وكل التبشيرات تتكهن بان المغرب دخل دورة الجفاف، حيث ان السنوات الممطرة استثناء و يبقى الجفاف هو القاعدة.

توقعت حكومة بنكيران، ان يتجاوز معدل النمو للسنة القادمة 5 % . و على الرغم من أن الميزانية المخصصة لهذا العام، لا يحظى فيها القطاع الفلاحي الا بنسبة قليلة من الاعتمادات، علما ان الحكومة حطمت الرقم القياسي في الاقتراض من صندوق النقد الدولي خلال فترة وجيزة، لا يعرف المغاربة عنها الا من خلال قصاصات الانباء التي تحدثت ان هذه القروض مخصصة في معظمها للتسيير و " الشفافية" و " العدالة" و ...

و بالنسبة لبنكيران، و حزب العدالة و التنمية "الحاكم" بالخصوص، فان المسالة الزراعية لا تدخل في ادبيات الحزب، و من غير المستبعد تماما، ان لا تتحرك مكينة هذا الحزب الاسلامي الممخزن، لمواجهة كارثة الجفاف التي تهدد عشرات الالاف من الفلاحين، الا بالدعاء و صلوات الاستسقاء.

و منذ الاستقلال السياسي، ظلت الحكومات المتعاقبة التي يديرها القصر من بعيد، تتعامل مع هذه الظاهرة باحصاء الخسائر دون ان تحد منها. فقد فشلت سياسة السدود في انقاذ الزراعة البورية، و تملصت الدولة منذ عقود من الاستثمار في هذا القطاع الحيوي، فخوصصت شركاتها الزراعية و فوتت اراضيها لقطاع خاص حول معظمها لمشاريع غير فلاحية.

و من المنتظر أن تعلن حكومة بنكيران عن اجراءاتها للحد من الخسائر المحتملة للفلاحين، لكن ليس الان على اقل تقدير، ففصل الشتاء لايزال على الابواب، و الوقت لم يحن بعد للشروع في نفس الحملات التي تديرها الدولة بعناية فائقة من اجل مص غضب الفلاحين و احتوائهم.

سنرى حجم المساعدات التي سيقدمها بنكيران للفلاحين لمواجهة الموسم الحالي، و سيطل على المغاربة ليطمئنهم،  في حالة افلاس هذا الموسم لا قدر الله،  و يؤكد أن الدولة ستلجأ إلى الاستيراد لمواجهة  أي نقص في مواد التغذية البشرية والحيوانية، و أن تمويل السوق سبقى على حاله ولن تتأثر الأسعار المتداولة. 

توقعات الحكومة و أيضا صندوق النقد بمستوى النمو المقبل مرهون بالمحاصيل الزراعية.  لا يزال  القطاع الفلاحي يشكل أكثر من 19 % من الناتج الخام للبلد. ويوظف أكثر من 4 مليون شخص .وقد سجل  محصول الحبوب لهذا العام نحو 4.9 مليون طن، مقابل 2.4 مليون طن في العام الماضي 2012، بسبب التساقطات الجيدة. وذلك على الرغم من تباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي غير الأساسي.

لكن بعض المؤشرات المناخية قد تدل على ان دورة الجفاف قد بدأت، و ان حكومة بنكيران تنتظرها سنوات عجاف، سيستغلها خصومها السياسيين، الذين يؤثثون المشهد السياسي من حولها، لشن المزيد من الضربات؟

محمد السلايلي

لنا عودة للموضوع بالتفصيل