بالمدن و بالبوادي، نصبت الخيام وأقيمت الحفلات والأعراس. و تنوعت أشكال الج...
بالمدن و بالبوادي، نصبت الخيام وأقيمت الحفلات والأعراس. و تنوعت أشكال الجذبة والعيطة والتبوريدة والزرود والذبائح . وخرجت الدولة بمؤسساتها المركزية والمحلية تستعرض آلياتها من سيارات الوقاية المدنية الى جرارات المراكز والتعاونيات الفلاحية الى العربات المجرورة بالبهائم، بالاسواق والمنتجعات واحتلال الساحات وتسخير أجواق الاحتفالات ..لا صوت يعلو فوالحملة التي حولها المخزن الى بيعة للملك..ق صوت نعم للدستور... ؟
محمد زيان يدعو للتصويت بنعم وهوسكران؟
تعطلت مصالح المواطن في الادارة، لأن الادارة بآلياتها وطواقهما نزلت للشارع. وشلت معها حركة السير بعد حركة الدولة. و غيب الرأي الأخر بعد أن سحن نفسه في الحصص المخصصة له في القنوات العمومية التي لا يشاهدها أحد. واختلط الحابل بالنابل، أطفال أبرياء وتلاميذ المدرسة العمومية المشلولة ، جنبا الى جنب مع ضحايا السياسة الاجتماعية من المنحرفين .. ومست النخبة ( التي لا يحرجها خطابها حول الحداثة والديمقراطية) حالة من السكيزوفرينية والفصامية، ووسط هذا الموسم الهائج بطقوسه العميقة، بالأهازيز الممزوجة بالزغاريد والشعارات الفارغة، واصبحت نخبتنا السياسية مورطة، ومساهمة في انهاك الميزانيات المحلية والوطنية نتيجة المصاريف الباذخة لهذا الموسم االدستوري..بعدما شرعنت عمليا هذا الجو" الاحتفالي" الكبير و زينت واجهته. ولم يعد من المنطقي أن تطعن أي تزوير أو تمييع في انتخابات قادمة، أوترفض استخدام آليات الدولة ومكارم مول الشكارة لتمويل الحفلات والزرود، أو تغطية مصاريف تحريك " المستخدمين" من بعض الفئات المحرومة والمسحوقة والضائعة اجتماعيا في الدعاية الانتخابية...؟
الحسبة إذن، لم تعد هي من سيسجل النقط أكثر : هل أصجاب" نعم" الذين تحولوا في هذا المعترك الى مدافعين عن الملك، أم الرافضين الذين يتم تخوينهم من طرف أبواق الموسم الاحتفالي الصاخبة؟ هي لعبة الكل للكل، ومن ليس معنا فهو ضدنا..
المخزن بمؤسساته وأطره وأدواته، وأيضا بذهنيته وقيمه و" ثقافته" التي اكتسحت جزءا من لا يستهان به من نخب المجتمع، وعبرت حدوده باسم الخصوصية التاريخية، وضعنا ووضع نفسه أمام مشكل عويص لا مفر من مواجهته: هل بمقدور هذا النظام ان يشمل ب"كرمه" و " جاهه" جميع أفراد المجتمع؟ أعنده القدرة على أن يشترى كل المغاربة؟ هل علاقات الزبونية والمحسبوبية ، التي هي أصلا امتياز تستفيد منه فئة الأعيان و عناصر النخب، بمقدورها أن تتحول الى قاعدة واسعة يستفيد منها كل المغاربة؟ فمادامت هذه هي طبيعة العلاقات التي يلجأ اليها هذا النظام لتمرير مشروعه، فلما الحاجة اذن لبرلمان وبلديات وأحزاب ونقابات وجمعيات مدنية، بل للدستور نفسه، في مغرب لازالت السياسة فيه خاضعة لمنطق الولاء الشخصي وقدسية الأشخاص ؟
حين ينتهي هذا الموسم الاحتفالي، بعد غد السبت، وتهدم الخيام و تجمع طنجريات الزرود، وتنكس الأعلام والرايات، ويستريح المقدم والشيخ والقايد، ويعتكف الشيخ حمزة في زاويته، وتغلق الدكاكين السياسية ... ستعود الحياة لطبيعتها. ليستفيق هذا المخزن، من جدبد، ومعه نخبه المهللة، على صوت الشعب، بشبابه ورجاله ونسائه، عمال وفلاحين وتجار وموظفين..، وسيلتحق بهم كل من غرر بهم في هذه الحملة من أبناء الشعب المقهورين ( عشاء ليلة ليس تدبيره عام).. فهؤلاء جميعهم، سيعلمون علم اليقين، أن من يضحي بحريته من أجل أمن مؤقت لا يستحق لا الحرية ولا الأمن؟
محمد زيان يدعو للتصويت بنعم وهوسكران؟
الحسبة إذن، لم تعد هي من سيسجل النقط أكثر : هل أصجاب" نعم" الذين تحولوا في هذا المعترك الى مدافعين عن الملك، أم الرافضين الذين يتم تخوينهم من طرف أبواق الموسم الاحتفالي الصاخبة؟ هي لعبة الكل للكل، ومن ليس معنا فهو ضدنا..
المخزن بمؤسساته وأطره وأدواته، وأيضا بذهنيته وقيمه و" ثقافته" التي اكتسحت جزءا من لا يستهان به من نخب المجتمع، وعبرت حدوده باسم الخصوصية التاريخية، وضعنا ووضع نفسه أمام مشكل عويص لا مفر من مواجهته: هل بمقدور هذا النظام ان يشمل ب"كرمه" و " جاهه" جميع أفراد المجتمع؟ أعنده القدرة على أن يشترى كل المغاربة؟ هل علاقات الزبونية والمحسبوبية ، التي هي أصلا امتياز تستفيد منه فئة الأعيان و عناصر النخب، بمقدورها أن تتحول الى قاعدة واسعة يستفيد منها كل المغاربة؟ فمادامت هذه هي طبيعة العلاقات التي يلجأ اليها هذا النظام لتمرير مشروعه، فلما الحاجة اذن لبرلمان وبلديات وأحزاب ونقابات وجمعيات مدنية، بل للدستور نفسه، في مغرب لازالت السياسة فيه خاضعة لمنطق الولاء الشخصي وقدسية الأشخاص ؟
حين ينتهي هذا الموسم الاحتفالي، بعد غد السبت، وتهدم الخيام و تجمع طنجريات الزرود، وتنكس الأعلام والرايات، ويستريح المقدم والشيخ والقايد، ويعتكف الشيخ حمزة في زاويته، وتغلق الدكاكين السياسية ... ستعود الحياة لطبيعتها. ليستفيق هذا المخزن، من جدبد، ومعه نخبه المهللة، على صوت الشعب، بشبابه ورجاله ونسائه، عمال وفلاحين وتجار وموظفين..، وسيلتحق بهم كل من غرر بهم في هذه الحملة من أبناء الشعب المقهورين ( عشاء ليلة ليس تدبيره عام).. فهؤلاء جميعهم، سيعلمون علم اليقين، أن من يضحي بحريته من أجل أمن مؤقت لا يستحق لا الحرية ولا الأمن؟
COMMENTS