بعد عبد الرزاق الإدريسي طرد الاتحاد المغربي للشغل قياديين أخرين أعضاء بالأمانة العامة لهذه المركزية هما عبد الحميد أمين و خديجة غامدي...
بعد عبد الرزاق الإدريسي طرد الاتحاد المغربي للشغل قياديين أخرين أعضاء
بالأمانة العامة لهذه المركزية هما عبد الحميد أمين و خديجة غامدي و أخرين
ممن احتجوا على حل الأجهزة القانونية للاتحاد الجهوي وإغلاق مقر النقابة
بالرباط.
و تُذكًرُ هذه القرارات الجائرة لهذه النقابة البورصوية
بالاحداث التي عاشها إ م ش مباشرة بعد الاستقلال السياسي، حيث كانت تضم تحت
لوائها أكثر من 600.000 منخرط -ة . حينها قام المحجوب بن الصديق بتكوين
ميليشيات لطرد الأطر الراديكالية و حولها لنقابة خبزية في فترات الصراع
السياسي الكبرى آنذاك ( 65 و 71 و 73 ..) مما ضخم من بنياتها البيروقراطية
وادى الى فصل كفاحها عن الصراع السياسي العام ضد السلطة..
لقد ظل
اليسار عموما والجذري بالخصوص، رغم كل شيء متشبثا بالعمل داخل هذه المركزية
دفاعا عن الوحدة النقابية. وطيلة ما يناهز نصف قرن، لم يتمكن هذا اليسار
من بسط سلطته على الجهاز التنفيذي وتحرير قرارها من سماسرة الطبقة العاملة
الذين شكلوا لوبيا قويا ومنظما داخل القطاعات الرئيسية و الأكثر حساسية
بالبلاد ...
وتتزامن موجة الطرد مع غليان الشعو ب العربية المطالبة
بالحرية و الكرامة والعدالة الاجتماعية، ومحليا بالدور الذي ظل يلعبه المقر
الجهوي بالرباط منذ بداية التسعينات في احتضان احتجاجات ضحايا السياسات
الاجتماعية الجائرة أهمها حركة المعطلين ..
كما يتزامن مغاربيا مع الحملة ضد الاتحاد العام التونسي للشغل الذي لعب دورا حاسما في الثورة التونسية..
قيادة
ا م ش لم يكن لها موقف متدبدب من الحراك الشعبي الذي تقوده 20 فبراير منذ
عام ضد الفساد والاستبداد فحسب،وإنما اتخذت مواقف مضادة في اللحظات
الحاسمة من هذا الحراك كالهرولة للحوار الاجتماعي و التصويت بنعم على
الدستور..
لذلك لانستبعد أن تكون خلفية حل هذه الاجهزة المحلية
واغلاق هذا المقر بالذات وتغيير مفاتيحه والقرارات التعسفية التي طالت
العديد من المناضلين النقابيين، يدخل في إطار سياسة ممنهجة لسد الطريق أمام
جركة 20 فبراير المدعومة من قوى اليسار و التي باتت تشعر بأهمية مشاركة
الطبقة العاملة في المعركة ضد الفساد والإستبداد.
هل يمكن القول الآن
ان اليسار المغربي المشتت مللا ونحلا قد خسر كامل مواقعه النقابية؟ وانه
بات عاجزا حتى عن المحافظة على التمثيلية الشكلية التي ظلت تستثمرها
البيروقراطية ؟
ما يحدث اليوم بالرباط هو بداية النهاية لحالة "
يسارية " تحولت مع مرور السنوات لظاهرة صوتية حول الطبقة العاملة و الصراع
الطبقي، دون أن تتمكن من تجذبر فكرها و شعاراتها و ترجمتها لبرامج عمل
ملموسة في صفوف العمال وعموم الكادحين الذين تتكالب على نضالاتهم
البيروقراطية والانتهازية النقابية. و بسبب ضعفه انغمس في حرب المواقع
خاصة مع ابناء جلدته من اليساريين والتقدمين و الديمقراطيين..
ما
يحدث الان يدعو كل اليساريين والتقدميين والديمقراطيين الى رمي خلافتهم
الماضوية من ورائهم ، و تكسير حاجز " العشيرة" و منطق "القبيلة" و التخلص
من المصلحة الحزبية الضيقة ومن التعصب الإيديولوجي .. و لن يتأتى هذا الا
بتوحيد الاسرة اليسارية على برنامج واضح يراعي اختلاف مواقعهم و زوايا
نظرهم للوقوف ضد مخطط اجتثات اليسار و عزله عن القوى الاجتماعية الحية
بالبلاد..
تصفية مناضلين وأطر قيادية تنتسب لليسار من أكبر مركزية
عمالية بالبلاد تستدعي الاسراع بهذا البرنامج و تجاوز كل الخلافات و
الحواجز الذهنية التي لا يستفيد منها سوى قوى الفساد والاستبداد، فما هو
آت، في ظل استمرار هذا التشرذم و الانقسام، لن يسلم من عواقبه السياسية
والفكرية لا الجذري أو الإصلاحي، ولا الماركسي أو الإشتراكي و لا
الديمقراطي أو الحداثي .. ؟
par محمد السلايلي, jeudi 22 mars 2012, 18:54 ·
COMMENTS