يعيش سكان المحمدية مخاوف حقيقية من جراء تزايد حالات اختطاف واغتصاب وقتل الفتيات بشكل لم يسبق له مثيل. يوم السبت الماضي تم العثور...
يعيش سكان المحمدية مخاوف حقيقية من جراء تزايد حالات اختطاف واغتصاب وقتل الفتيات بشكل لم يسبق له مثيل.
يوم السبت الماضي تم العثور على اكياس بلاستيكية تضم أطراف جثة فتاة تبلغ 9 سنوات. المجرم صاحب دكان بحي شعبي نفذ جريمته النكراء بنفس الطريقة التي وردت في احدى حلقات " أخطر المجرمين" التي تبثها القناة الثانية.!!!
في صباح نفس اليوم تم اختطاف تلميذة تبلغ من العمر 13 سنة من امام مؤسسسة تعليمية خاصة. وقد جرى اختطافها بطريقة الافلام البوليسية، أجبرت، امام انظار زميلاتها وزملائها على ركوب سيارة و الهروب بها. ولا زال البحث عنها مستمر. وقبل حوالي 6 أشهر، تم اختطاف فتاة تعمل باحدى الوكالات الخاصة بشارع الجيش الملكي بنفس الطريقة البوليسية. وبعد ايام عن اختطافها، ستجد نفسها عارية بمدينة العرائش...
و يتحدث السكان عن العثور على جثتين لبنتين توأم باطراف المدينة. خلال مراحل البحث عن الطفلة ذات 9 سنوات ..
اصبحت مثل هذه الاخبار شائعة و عادية كانها حلقات من "تلفزيون الواقع المغربي"، في ظل تكتم السلطات عن هذه الظاهرة ، و عدم اهتمام الاحزاب و اطارات ما يسمى ب" المجتمع المدني" بالموضوع الذي يهدد سكان المدينة.
مساء السبت والاحد نظم سكان حي الرشيدية تظاهرتين ضد الانفلات الامني. غابت عنها قيادات هذه الاطارات!! وهو أحد الاحياء الشعبية الكبرى الذي يعاني من تنامي الجريمة .
وتعرف المدينة خاصة بمثل هذه الاحياء، انتعاش تجارة المخدرات من حشيش وحبوب هلوسة و كحول الماحيا و المخدرات القوية نتيجة ضياع شباب المدينة و انحرافهم وانسداد افاق مستقبلهم بسب الهدر المدرسي والبطالة و التهميش، اضافة الى المشكال الاجتماعية والاقتصادية المزمنة لغالبية الاسر و العائلات.
الفقر و الجهل و الكبت .. اعراض اجتماعية تنتعش بكثرة لذا هذه الفئات المسحوقة، لكنها ليست سببا رئيسيا لتكاثر هذه الجرائم . لان تاريخ الفقر و الجهل والكبت الجنسي ضارب في الزمن، ولم تسجل في العقود الماضية ظواهر تماثل الجرائم الوحشية المرتكبة اليوم.
انهيار القيم و خاصة قيم التضامن والتكافل التي تم ضربها بغرس ثقافة الاستهلاك و ضرب التعليم و افراغه من محتواه التربوي والمعرفي، وانتشار قيم المنفعة الخاصة و الجري وراء المال السهل وسلك اي طريق لا اكتسابه بشكل غير مشروع و الفساد السياسي والاجتماعي و الاقتصادي والامني و الخلقي...هي بعض من عوامل تكاثر هذه الجرائم و تطورها.
كثيرا ما يضع المواطن يده على قلبه، وهو يرى بام عينه استقالة الاجهزة الامنية و عجزها عن تطويق هذه الظاهرة .حماية المواطنين و اطفالهم وبناتهم أصبحت ضرورة انية وملحة. جرائم السرقة والخطف والاغتصاب اصبحت تحدث في واضحة النهار، "على عينك يا بنعدي"!وامام تزايد اختطاف و قتل الفتيات القاصرات، اصبح البعض يتكلم عن نشاط مفايات المتاجرة بالاعضاء البشرية، والبعض الاخر عن وحوش برامج الواقع التي تخرج من شاشات التلفزة وتمارس الخوف والهلع في صفوف المواطنين.!
بالمحمدية احزاب ونقابات وجمعيات، عاجزة هي الاخرى على تاطير السكان و خاصة الشباب الضائع من جراء البطالة و الامية المقنعة و العقد النفسية بسبب اتساع الفروق الاجتماعية. في غياب احصائيات عن حالات اغتصاب القاصرات وخطف الفتيات و القتل، وفي ظل الصمت والتعتيم المطبقين، اصبحت هذه الاخبار تظهر وتختفي كتعلب زفزاف، لا يكاد يستيفق المواطن من هول صدمة جريمة من هذا النوع، حتى يفاجأ بأخرى أفظع منها في انتظاره...
الحياة اصبحت غير امنة و مؤمنة بالمحمدية. ونحن على أبواب الصيف، حيث تكتظ المدينة بالمصطافين لشواطئها، واغلبهم مراهقون ، لا حديث لسكان الا عن الانفلات الامني الخطير الذي يستهدف بناتهم وابنائهم كل لحظة وكل يوم. لكنهم مثل أكياس البطاطس، مشتتين ومفرقين و معزولين بعضهم عن بعض، للاسف غير قادرين حتى الان على التوحد لمواجهة هذه الظاهرة و التصدي لها...
محمد السلايلي
الحياة اصبحت غير امنة و مؤمنة بالمحمدية. ونحن على أبواب الصيف، حيث تكتظ المدينة بالمصطافين لشواطئها، واغلبهم مراهقون ، لا حديث لسكان الا عن الانفلات الامني الخطير الذي يستهدف بناتهم وابنائهم كل لحظة وكل يوم. لكنهم مثل أكياس البطاطس، مشتتين ومفرقين و معزولين بعضهم عن بعض، للاسف غير قادرين حتى الان على التوحد لمواجهة هذه الظاهرة و التصدي لها...
محمد السلايلي
COMMENTS