سكان يهددون بحرق بطاقات هويتهم التهديد بالتخلي عن الجنسية ظاهرة فردية و أحيانا جماعية "قديمة" بهذه البلاد السعيدة ...
التهديد بالتخلي عن الجنسية ظاهرة فردية و أحيانا جماعية "قديمة" بهذه البلاد السعيدة . فالى الأمس القريب، كان عدد السكان غير المسجلين في دفاتر الحالة المدنية كبيرا جدا، خاصة بالعالم القروي و بمناطقه المهمشة على و جه التحديد. وفرضت الانتخابات لما تشكله بالنسبة للنظام السياسي القائم من أهمية، أن تقوم مصالح الدولة كلما اقترب موعدها بحملات لحث هؤلاء السكان على التسجيل بالحالة المدنية.
سكان يهددون بحرق بطاقات هويتهم |
غير أن الأمر مختلف جدريا حين يتم التخلي عن الجنسية بمحض الارادة، كشكل احتجاجي منظم فرديا أو جماعيا. وهدا الاسلوب هو ما بات يتكرر بين الفينة و الاخرى في مواجهة التكلس الاداري و الظلم و القهر الذي يشعر به سكان المناطق المهمشة و جماعات أو أفراد من ضحايا السياسة الاجتماعية المتبعة.
في السنة الماضية، وضع العشرات من ساكنة صفرو بطاقات تعريفهم الوطنية في صناديق كرطونية و هددوا سلطات الإقليم بحرقها ومن بعدها التوجه بمسيرة جماعية من وسط المغرب نحو الشرق لاختراق الحدود الجزائرية و طلبا للجوء اليها.زكان السكان يحتجتون منذ سنوات بسبب معاناتهم المريرة لجلب الماء، حيث يضطرون قطع مسافة عدة كيلومتلاات من أجل العثور عليه. وقبل ذلك، قامت وحدات من الجيش بمنع سكان محاميد الغزلان الذين نظموا قافلة في اتجاه جنوب غرب الحدود مع الجزائر.
و كانت منظمات لحملة الشواهد العليا المعطلين في تصعيدها النضالي ضد الدولة ، هددت هي الأخرى بالتخلي عن الجنسية المغربية و طلب اللجوء السياسي من دول أخرى.
مصطفى أديب، الضابط السابق بالجيش وحوكم بسبب فضحه الفساد بالمؤسسة العسكرية، ويعيش اليوم بباريس، هدد هو الاخر بالتخلي عن جنسيته المغربية احتجاجا على المضايقات التي تعرض لها بعد خروجه من السجن. و في الأيام الماضية، رمى معتقل سابق هو حسن سغروشني، ببطاقة هويته الوطنية فوق مكتب قسم الشؤون العامة بعمالة و جدة، احتجاجا على منع السلطات تمكينه من وثائق ادارية يقول أن لها علاقة بملف دعوى قضائية ضد وزير الداخلية.
بين الفينة و الاخرى، نضطلع على اخبار احتجاج مواطنين مغاربة وتهديدهم بالتخلي عن جنسيتهم. ولا تكثر السلطات بذلك. بحيث أصبحت ظاهرة تتسع، بعد استنفاد العديد من أشكال الاحتجاج يعتقد منفذوها أنها لم تعد كافية أمام تجاهل الدولة لمطالبهم المشروعة
تحكي احدى المسرحيات الغنائية لفيروز( لم أعد أتذكر عنوانها )، عن هجرة شعب بكامله مملكة قديمة بسبب طغيان الظلم و الجور..و تقول المسرحية أنه حين قام أحد الملوك بزيارة رسمية لهذه المملكة التي هجر منها شعبها، فامر سلطانه حاشيته بتقمص دور الشعب لاستقبالل ضيف مملكته بالأهازيز و الغناء ! .
COMMENTS